ثقافي

ضرورة استحداث مجمع علمي خاص بدراسة و إحصاء أسماء الأعلام

أجمع المشاركون في يوم دراسي وطني, أول أمس ببومرداس, على ضرورة استحداث مجمع علمي وأكاديمي خاص بدراسة وإحصاء أسماء الأعلام الوطنية عبر كل التراب الوطني في أقرب الآجال, بالنظر لأهميتها القصوى في تكريس وتثبيت عناصر الهوية الوطنية.
ورافع عدد من الخبراء في مجال الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في تدخلاتهم في فعاليات يوم دراسي وطني حول “البث الإذاعي بالأمازيغية وحولها والتنوع اللغوي والوحدة الوطنية في سياق الأحكام الدستورية والممارسات الإعلامية”, حول أهمية استحداث هذا المجمع الذي “يكتسي أهمية كبرى بالنسبة لعملية الحفاظ على عناصر الهوية الوطنية من لغة ودين والوحدة الجغرافية الوطنية”.
وفي هذا الإطار, شدد مدير بحث بجامعة امحمد بوقرة (بومرداس), البروفيسور فريد بن رمضان, على أهمية أن يكون لهذا المجمع, بعدا وطنيا وطابعا تطوعيا, “يجمع وينضم إليه, طواعية, كل الأخصائيين في دراسة دلالة أسماء أعلام الجزائر وأصولها عبر كل الحقبات الزمنية والحضارات التي مرت بالمنطقة”.
وسيكون من بين أهم الأهداف التي سيعمل على تجسيدها هذا المجمع, يوضح البروفيسور بن رمضان, إحصاء وتوثيق أسماء القبائل المختلفة التي انتشرت خلال الأزمنة عبر التراب الوطني, وانتشر عبرها أسماء الأشخاص والعائلات والأعلام ومختلف الأماكن والجبال والوديان وغيرها من الفضاءات.
كما يتعين على هذا المجمع, الذي سيكون على شكل جمعية علمية غير ربحية, يضيف البروفيسور, تأكيد وتوثيق والتحقيق في أصول أسماء الأعلام التي يفترض, حسب تقديرات وضعها البروفيسور في دراسة نشرها سابقا في أحد مؤلفاته الأكاديمية في المجال, أن يصل عددها إلى ما يزيد عن 10 ملايين إسم ويعود تاريخ أغلبيتها إلى أزمنة غابرة تزيد عن 3.000 سنة.ومن جهة أخرى, أشار أخصائيون آخرون, من خلال مداخلاتهم, إلى أنه تمت ملاحظة, في السنوات ألأخيرة, “عمليات تشويه مقصودة أو غير مقصودة” لعدد كبير من أسامي الأعلام أو الأنساب أو المناطق المختلفة من الوطن التي لها تاريخ مجيد في المجال العلمي والثقافي والفني والديني, الغرض منها “تشويه أحد أبرز مكونات الهوية الوطنية”, كما قالوا.
ويجزم نفس الأخصائيين على غرار كل من البروفيسور في اللسانيات, زهرة حاج عيسي والبروفيسور الطاهر عبو, أن “عمليات التشويه وخاصة أسماء القبائل والمناطق, القصد من ورائها تفكيك الوحدة الجغرافية والانسجام الوطني (…)”.
وتضمن اليوم الأول من هذه الفعالية, التي اشرف على افتتاحها الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية, سي الهاشمي عصاد, بحضور المدير العام للإذاعة الجزائرية, السيد محمد بغالي, والتي  ستتواصل على مدار ثلاثة أيام, تنظيم يوم دراسي موسوم ب “البث الإذاعي بالأمازيغية وحولها والتنوع اللغوي والوحدة الوطنية في سياق الأحكام الدستورية والممارسات الإعلامية”.
كما يتضمن برنامج هذه التظاهرة, التي أشرف على تنظيمها المحافظة السامية للأمازيغية بالتنسيق مع الإذاعة الوطنية الجزائرية على مستوى دار الثقافة رشيد ميموني والمكتبة المركزية, تنظيم ورشة تكوينية لفائدة صحفيين ممارسين باللغة الأمازيغية ب 26 إذاعة جهوية عبر الوطن, تحت إشراف فريق من الأخصائيين في المجال.
ويستفيد المشاركون في هذه الدورة حسب المنظمين, من تكوين في عدد من المحاور, تتمثل أهمها في كيفية “تقديم مادة إعلامية دقيقة وموثقة للمستمع بمختلف التنوعات اللسانية الأمازيغية لكل منطقة”, ومحور “الإشكاليات المعرفية والمهنية في التواصل الجيد” و«إشكالية الترجمة والاقتباس في العمل الصحفي وأهمية الموازنة بين المفردات الأصلية”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى