بن بوزيد : ضرورة مواصلة تحسين خدمات الاستعجالات الطبية بالمؤسسات الجوارية

أكد وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات, عبد الرحمان بن بوزيد, أمس بالجزائر العاصمة, على ضرورة مواصلة تحسين خدمات الاستعجالات الطبية سيما بالمؤسسات الجوارية وتقديم خدمة صحية “ذات نوعية”.
وأوضح الوزير خلال اشرافه على افتتاح يوم دراسي خصص للمصادقة على شبكة التكفل بالاستعجالات على مستوى ولاية الجزائر, أن ملف الاستعجالات الطبية الجراحية “يحظى بأهمية كبيرة” ضمن مسعى تطوير المنظومة الصحية الوطنية.
وإزاء ذلك, شدد السيد بن بوزيد على ضرورة “مواصلة العمل من أجل تطوير أقسام الاستعجالات المتواجدة على المستوى الجواري (المؤسسات الاستشفائية الجوارية) باعتبارها الوجهة الأولى التي يقصدها المريض”.
وأشار في هذا الصدد إلى “الشروع في إعادة تأهيل مصالح الإستعجالات على مستوى المؤسسات الصحية, علاوة على تنظيم وتنسيق التكفل بالمرضى في كل المستويات بداية من العيادات المتعددة الخدمات (المستوى الأول) وكذا بالمؤسسات الاستشفائية (المستوى الثاني) وصولا إلى المؤسسات الاستشفائية الجامعية (المستوى الثالث)”.
وفي سياق متصل, قال الوزير بأن تطوير مشروع شبكة التكفل بالإستعجالات على مستوى ولاية الجزائر يتم بإشراك مختلف المهنيين في هذا المجال لتصبح ولاية الجزائر بمثابة “ولاية نموذجية” ليتم تعميم هاته التجربة على المستوى الوطني, حاثا مدراء المؤسسات الصحية على “تطوير برامج محلية من منظور مدمج وتكامل مع مراعاة ضرورة إنشاء شبكات تضمن التنسيق بين المؤسسات الصحية”.
وألح السيد بن بوزيد على ضرورة “تطوير الشبكة المتكاملة للاستعجالات الطبية والجراحية على مستوى الولاية بشكل يضمن التكفل بجميع الحالات في إطار منظم وهرمي يضمن شروط السلامة والراحة مع وضع آليات تنسيق مع الولايات المجاورة من أجل استخدام أقصى للموارد المتوفرة في مجال الاستعجالات والتكفل المتخصص”.
من جهة أخرى , أكد المسؤول الأول عن قطاع الصحة أن وباء كوفيد-19 كان له “تأثير كبير على التخطيط الذي تم وضعه في إطار تنظيم الاستعجالات”, مضيفا أنه “بالرغم من التأخير المسجل, تم تحقيق إنجازات على مستوى ولاية الجزائر فيما يخص تحديد العيادات المرجعية التي تعمل على مدار 24 ساعة والتي استفادت من إعادة التأهيل لتحسين مستوى الأداء”.
وبالمناسبة ,أكد الوزير بأن تطوير قطاع الصحة “يفرض مواصلة الجهود لتكريس ودعم التغيير من أجل تحسين الخدمات الصحية بطريقة مستدامة وفق الأهداف المسطرة من قبل الدولة, والتي رصدت لها موارد مالية كبيرة لتحديث البنى التحتية الصحية وتزويدها بكافة المعدات اللازمة تلبية لتطلعات المواطن الذي لا يتنظر من القطاع سوى الحصول على خدمات ذات نوعية مع ظروف استقبال وتكفل أمثل”.
وترتكز السياسة التي تتبعها الحكومة في مجال الصحة –حسب الوزير– على “الإجراءات التي نص عليه القانون 18-11 المؤرخ في 2 يوليو 2018 والمتعلق بالصحة والذي يهدف على وجه الخصوص إلى “تنظيم عمل المرافق الصحية ومصالح الإستعجالات وذلك من خلال توحيد هياكل الإستعجالات وإنشاء شبكات التكفل الهرمي بالإستعجالات, بالإضافة إلى تعزيز نقاط الاستعجالات الجوارية وتنظيم فرق الإغاثة الطبية المستعجلة”.
===============
أهم تصريحات الرئيس تبون لقناة الجزيرة
أجرى رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, مقابلة صحفية مع قناة “الجزيرة” القطرية, تبثه مساء يوم الثلاثاء, تطرق فيها الى جملة من القضايا الوطنية الجوهرية و الجهوية كالملف الليبي و كذا عدد من الملفات العربية في مقدمتها القضية الفلسطينية, حسب ما جاء في ملخص على صفحة رئاسة الجمهورية عبر الفايسبوك.
ففي الشأن الداخلي, قال رئيس الجمهورية ان “الحراك المبارك الأصلي أنقذ الدولة الجزائرية من الذوبان والجزائر كانت تحت سيطرة عصابة”, مضيفا أن هذه “العصابة سرقت مئات الملايير من الدولارات وحولتها إلى الخارج”, و كانت “ترغب في استغلال مرض الرئيس السابق للاستيلاء على السلطة لخمس سنوات أخرى”.
و أعتبر في نفس الموضوع أن “حجم الفساد في الفترة السابقة كان كبيرا وإلى اليوم ما زلنا نكتشف امتداداته الظاهرة وغير الظاهرة”, مشيرا الى أن “50 شخصا فقط احتكروا الاستيراد في الحقبة الماضية وكانت لهم السلطة المطلقة والقرار في اختيار من يحق له الاستثمار في الجزائر”.
و أوضح أن «العدالة حجزت واسترجعت جميع الممتلكات الظاهرة للعصابة و تم إرجاعها إلى خزينة الدولة”, و الجزائر تعمل -كما قال- مع الدول الصديقة في أوروبا والعالم لاكتشاف واسترجاع الأموال المنهوبة.
و أضاف الرئيس أن “13 مليون جزائري أنقذوا الجزائر من العهدة الخامسة وتمديد الرابعة’’, و بفضل “وعي الشعب تجاوزت الجزائر مرحلة الخطر”, مذكرا ان الجزائر شهدت أول ربيع عربي بعد أحداث أكتوبر 1988.
و في الشأن السياسي, أوضح السيد تبون أن “الجزائر تخلصت من الإسلام الإيديولوجي إلى غير رجعة” و أن “التيار الإسلامي الناشط في الجزائر يختلف عن باقي التيارات الإسلامية في الدول الأخرى”.
و أعتبر من جهة أخرى, أن “الحراك الأصيل انتصر بفضل سلميته تحت حماية مصالح الأمن والجيش’’ و أن “المسيرات الأخيرة مجهولة الهوية وغير موحدة فكريا لا في المطالب ولا في الشعارات وهي بالمئات” فقط , حيث أن “خمسين ولاية جزائرية لا تشهد أية مسيرات في الفترة الأخيرة”.
و أشارالى ان “العلاقة بين الرئاسة والجيش علاقة طبيعية” , مؤكدا أن “الجيش الجزائري مؤسسة دستورية تقدس دستور الدولة”.
و بشأن القضية الفلسطينية, قال الرئيس تبون أن موقف الجزائر ثابت “لا يتغير بالتقادم او بالتخاذل”, مذكرا أنه يوجد اتفاق في اطار الجامعة العربية يتعلق بالارض مقابل السلام بما يعني قيام دولة فلسطين و بعدها السلم و لكن للأسف اليوم لا يوجد لا سلام و لا ارض, مما يدعو للتساؤل عن جدوى التطبيع.
و أضاف في نفس السياق أن “الجزائر تحمل مشعل فلسطين والصحراء الغربية والشعوب المضطهدة” و لذلك يريدون إسكات صوتها “وهذا لن يحدث”.
و أعتبر في هذا الموضوع أن “الاستقرار مستمر في الجزائر، بفضل قوة جيشها”, و أنه قد “أخطأ من قال إن الجزائر ستسقط بعد سوريا”.
و فيما يخص العلاقات مع الجارة المغرب, قال السيد تبون: “لسنا نحن من لدينا مشكل مع المغرب ولكن المغرب من لديه مشكل معنا”, مذكرا أن “قضية الصحراء الغربية بين أيدي اللجنة الأممية لتصفية الاستعمار منذ أربعة عقود” و أن الأمم المتحدة تعتبر أن الصحراء الغربية مستعمرة.
و ذكر في هذا الشأن أنه ‘’سبق و أن كانت علاقاتنا جيدة مع المغرب والحدود مفتوحة رغم ملف الصحراء الغربية”، مجددا موقف الجزائر الثابت و الذي لم يتغير تجاه الصحراء الغربية “ولا نقبل بالأمر الواقع مهما كانت الظروف”.
و بخصوص الازمة الليبية, ذكر رئيس الجمهورية ان الجزائر رفضت أن تقع طرابلس “في قبضة المرتزقة”, وأنها “كانت على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوطها”.
«حينما قلنا أن طرابلس خط أحمر – يقول السيد تبون- كنا نقصد جيدا ما نقول والرسالة وصلت لمن يهمه الأمر”, مذكرا بموقف الجزائر المطالب في مؤتمر برلين بإجراء انتخابات عامة في ليبيا تحت إشراف الأمم المتحدة.
و أشار الى أن الأشقاء الليبيين “طلبوا أن تتم المصالحة الليبية في الجزائر وهذا ما أكده رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية في زيارته الأخيرة للجزائر”.
و أعتبر أن اهتزاز استقرار ليبيا, كانت له تداعيات على الوضع في المالي ودول الساحل, حيث كانت -كما اضاف- “قوافل محملة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة تم رصدها بالأقمار الصناعية متجهة إلى منطقة الساحل ولم يتم منعها وإيقافها”.
و يرى الرئيس تبون ان “مثل هذا السلوك يهدف إلى تطويق الجزائر لتسهيل اختراقها ولهذا السبب نسعى إلى تقوية جيشنا بشكل أكبر”, مشيرا الى أن المناورات العسكرية للجيش في الفترة الأخيرة جاءت “لضمان جاهزيته لأي طارئ”.
و بخصوص العلاقات مع فرنسا, قال رئيس الجمهورية انه توجد بفرنسا “ثلاث لوبيات لا يتوافق أحدهم مع الأخر،الأول من المعمرين الذين غادروا الجزائر بعد الاستقلال وورثوا حقده لأحفادهم والثاني امتداد للجيش السري الفرنسي في فترة والثالث متكون من جزائريين اختاروا الوقوف مع فرنسا”.
و بشأن افتتاحية يومية “لوموند” الفرنسية المخصصة للجزائر, قال أن الجزائر التي تحدثت عنها هذه الجريدة “ليست هي الجزائر التي نعرفها”.