دولي

وزير مصري: التعنت الإثيوبي حول سد النهضة سيؤدي لأضرار كارثية

القاهرة »: لم تبرح أزمة سد النهضة الإثيوبي مكانها، على الرغم من اقتراب موعد الملء الثاني لسد النهضة خلال شهري يوليو / تموز وأغسطس/ آب المقبلين.
وتواصلت تصريحات المسؤولين المصريين حول الأضرار التي سيتسبب فيها السد، وانتقاد التعنت الإثيوبي المتمثل في رفض التوصل لاتفاق ملزم بين إثيوبيا ودولتي المصب مصر والسودان، حول فترات ملء خزان السد وإدارته وحصص الدولتين التاريخية من مياه النيل.
وزير القوى العاملة المصري محمد سعفان قال إن تعنت الحكومة الإثيوبية في أزمة سد النهضة قد يؤدي إلى أضرار كارثية كبيرة.
وأضاف خلال كلمة مصر أمام ممثلي 187 دولة أعضاء في منظمة العمل الدولية، أمس الثلاثاء، أن قطاع الزراعة في مصر من دعائم الاقتصاد المصري منذ الأزل، ويعمل فيه ملايين المصريين ويعتمدون عليه في حياتهم المعيشية، ويتعرض هذا القطاع حالياً إلى تحدٍ كبير بسبب استمرار الحكومة الإثيوبية في تعنُتها في سياستها المائية، وعدم قبول أي حوار هادف يحقق مصالح كافة الأطراف. وتابع أن هذا الإجراء الفردي يحمل في طياته آثارا اجتماعية واقتصادية كارثية على مصر والسودان فيما يتعلق ببوار الأراضي الزراعية وفقدان مئات الآلاف من الوظائف في القطاع الزراعي، وتعرض أمنهما المائي للخطر، ما سيؤدي إلى تصعيد التوترات في جميع أنحاء شرق أفريقيا والقرن الأفريقي والذي بدوره سيُشكل تهديداً خطيراً للسلام والأمن الدولي.
ودعا المجتمع الدولي لحث الحكومة الإثيوبية على التحلي بالمسؤولية وإبرام اتفاقية ملزمة تراعي مصالح الدول الثلاث وعدم اتخاذ أي إجراءات من جانب واحد.
إلى ذلك أصدرت وزارة الري والموارد المائية بيانا حول ما جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص مناسيب الفتحات في السد الإثيوبي وعدم قدرتها على تمرير حصتي مصر والسودان من النيل الأزرق
وقالت الوزارة إن أقصى منسوب للمياه بالسد هو 645 مترا، وأقصى منسوب للتخزين 640 مترا، ومنسوب قاع النهر عند السد 500 متر، أي أن ارتفاع السد الرئيسي 145 مترا وأقصى ارتفاع لتخزين المياه 140 مترا.
وتابع البيان: توجد فتحات مختلفة لتوليد الكهرباء وإمرار المياه تقع على مناسيب مختلفة، توجد فتحتان لتصريف المياه تقعان على منسوب 542 مترا.
وحسب البيان: يتضمن السد فتحتي مخارج للتوربينات المنخفضة (التوليد المبكر) على منسوب (542) مترا، ولكي تقوم بتوليد كهرباء فإن الأمر يتطلب أن يكون أقل منسوب للمياه المحجوزة أمام السد عند منسوب (560) مترا والمناظر لإجمالي حجم تخزين حوالى 4 مليارات متر مكعب.
وزاد البيان: يتضمن السد 11 فتحة مخارج للتوربينات العليا على منسوب (578) مترا، ولكي تقوم التوربينات العليا بتوليد كهرباء فإن الأمر يتطلب أن يكون أقل منسوب للمياه المحجوزة أمام السد عند منسوب (560) مترا والمناظر لإجمالي حجم تخزين حوالى 15 مليار متر مكعب.
واختتم البيان: وهذا يعني أن فتحات تمرير المياه تقع على منسوب أقل من أقصى منسوب للسد بمقدار يتراوح بين (103) إلى (67) مترا، وأن القدرة الاستيعابية لعمل هذه الفتحات على مدار العام يمكنها من تصريف التصرفات السنوية للنيل الأزرق.
وكشف خبير المياه المصري عباس شراقي، عن تراجع منسوب بحيرة سد النهضة، موضحا أن المنسوب لم يتعد التخزين الأول.
ونشر على صفحته الرسمية على «فيسبوك» صورا لبحيرة سد النهضة، وعلق عليها قائلا إن التخزين الحالي لم يتعد التخزين الأول، وإن بحيرة سد النهضة لم تصل تماما إلى مستوى ما كانت عليه في التخزين الأول حوالى 5 مليارات متر مكعب.
وتابع: طبقا للإنشاءات الهندسية الحالية، فإن حجم البحيرة سوف يزداد تدريجيا إلى أن يصل إلى منسوب 573 مترا بعد الأسبوع الثالث من يوليو، وهو يعادل حوالى 9 مليارات متر مكعب وهي كافية لتشغيل التوربينين في حالة تركيبهما.
وأوضح أنه كان من المقرر التخزين عند منسوب 595 مترا الذي يعادل 18.5 مليار متر مكعب، إلا أنه لن يحدث بسبب عدم الانتهاء من الإنشاءات الهندسية على جانبي السد طبقا لتصريحات وزير المياه الإثيوبي.
وتصر إثيوبيا على ملء ثانٍ للسد، يُعتقد أنه في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب المقبلين، بعد نحو عام على ملء أول، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، بينما يتمسك السودان ومصر بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي للحفاظ على منشآتهما المائية، وضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى