دولي

حماس تنظر بإيجابية لزيارة مدير المخابرات المصرية وإسرائيل ترسل وفدا للقاهرة لبحث صفقة الأسرى

غزة- “”: تشير تصريحات قادة حماس، وما يُذكر في المجالس السياسية الخاصة، أن الحركة راضية عن نتائج زيارة رئيس جهاز المخابرات المصري اللواء عباس كامل، لغزة، وأنها تركت أثرا إيجابيا يفيد بوجود تحرك مصري جدي وحقيقي، لكل ما له علاقة بالملفات الفلسطينية التي تتوسط فيها القاهرة، سواء ما له علاقة مع الاحتلال، أو تلك المرتبطة بملف المصالحة الداخلية مع حركة فتح، في الوقت الذي كُشف فيه النقاب عن توجه وفد إسرائيلي للقاهرة الأسبوع المقبل، لبحث
” صفقة تبادل الأسرى، التي تشمل الإفراج عن أسرى من ذوي المحكوميات العالية.
وتشير مصادر مطلعة، أن قيادة حماس تلقت تطمينات بسرعة التحركات العربية والدولية لمساعدة غزة، ضمن مساعي إزالة قيود الحصار بشكل كامل، والشروع بعملية  HYPERLINK
إعادة إعمار غزة، كما أبلغت قيادة حماس المسؤولين المصريين جهوزيتها للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول صفقة الأسرى.
كما نُقل خلال الزيارة لحماس، موافقة إسرائيلية حول شروع القاهرة في “وساطة حقيقية” باتجاه التوصل إلى صفقة تبادل أسرى جديدة، تطلق بموجبها حماس سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، مقابل أن تطلق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين.
وبما يدلل على ذلك، أكد محمد البريم، مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين، وهو أحد الفصائل المقاومة في غزة القريبة من حماس، أن اجتماع الفصائل الفلسطينية مع اللواء كامل كان إيجابيا، ويبشر بانفراجه بملفات الحصار عن قطاع غزة.
وكان المتحدث باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، قال إن زيارة رئيس المخابرات المصرية ممثلا عن  الرئيس المصري، ستكون بداية عملية وإعلانا حقيقيا لإعادة الإعمار، وتحسين الأوضاع المعيشية في القطاع، لافتا إلى أنها جاءت في إطار تعزيز العلاقات الثنائية مع القاهرة وتمتينها، واستكمالا لجهود مصر في مختلف القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني.
وهناك من يربط بين وجود تحركات حقيقية في هذا الملف، وبين الجملة التي رددها رئيس حماس يحيى السنوار، خلال افتتاح المسؤول المصري الكبير، مدينةً سكنية تمولها بلاده في غزة وبين تلك الصفقة، حين قال: “سجلوا على المقاومة وعلى حركة حماس وكتائب القسام
رقم 1111”، وأضاف: “ستذكرون هذا الرقم جيدً”، حيث يتردد أن الرقم على الأرجح هو عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطلب حماس إطلاق سراحهم في صفقة التبادل.
وفي هذا السياق، لم تمانع حركة حماس أن تسير ملفات التهدئة بما تشمله من صفقة تبادل أسرى، والإعمار بشكل متوازْ، لكن دون أن تؤثر أي منها على الأخرى، وهو ما أكده رئيس حماس في غزة يحيى السنوار، حين قال بعد لقاء اللواء كامل: “موضوع الإعمار لا علاقة له بأي تخفيف أو أي إعمار أو كسر حصار لغزة”.
وكان السنوار قال عقب الحوارات مع المسؤول المصري الكبير، إن الأيام القادمة ستشهد حوارات جادة في العاصمة المصرية القاهرة من أجل ترتيب البيت الفلسطيني، لافتا إلى أنه سيتم خلال الأيام القادمة الدعوة للقاءات فلسطينية عميقة وجادة في القاهرة من أجل ذلك.
وأشار إلى أن المصريين ناقشوا مع حماس ملف الإعمار والمنح الدولية لغزة لإعادة الإعمار، وحين تطرق لملف الأعمار، بدا واثقا بالتحركات المصرية، حين قال: “العالم والمصريون يتحدثون أنّهم يريدون أن يجعلوا قطاع غزة كدبي”.
وأشار إلى أنه ستكون هناك صفقة للإفراج عن الأسرى، مؤكداً بأن ملف تبادل الأسرى شهد حراكات خلال الفترة الماضية لكن توقف بسبب ما يعيشه الاحتلال، معلنا أن حماس جاهزة لذلك، كما أكد رفض حركته القاطع لأي اشتراطات بموضوع تبادل الأسرى.
وكانت “القدس العربي” كشفت مع بداية زيارة اللواء كامل، أن مصر أعدت مخططا شاملا يشمل الملفات الفلسطينية التي تحظى برعايتها ووساطتها، ومنها ما له علاقة بإسرائيل، كملف التهدئة وتطويرها إلى “هدنة طويلة”، وكذلك ملف صفقة تبادل الأسرى وإعمار غزة، وما له علاقة بالملف الداخلي، كملف المصالحة، والاتفاق على استراتيجية وطنية موحدة.
وتشمل الخطة التي تحدثت عنها “القدس العربي” وأكدها قادة حركة حماس، استقبال القاهرة لوفود فلسطينية تبدأ بحركتي فتح وحماس، ومن ثم عقد اجتماع للأمناء العاملين للفصائل، للوصول إلى حل الخلافات، ووضع قطار المصالحة على السكة، بعد أن توقف بعد تأجيل الانتخابات البرلمانية.
وهنا لا يُستبعد أن يجري العودة لمخطط المصالحة الذي رعته مصر بدايات العام الجاري، بأن يتم الذهاب نحو الخطوة التي تلي إجراء الانتخابات البرلمانية التي أجلت، من خلال تشكيل حكومة وحدة، تحمل برنامجا وطنيا موحدا.
وقد أبلغ مسؤولون مصريون التقوا مؤخرا بالمسؤولين الفلسطينيين في الضفة وغزة، بأنهم يريدون النجاح في هذه المهمة، وتحقيق اختراقات في كل الملفات المطروحة.
يشار إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد على ضرورة توحيـد الجبهـة الداخلية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير، وأكد على الدعم المصري الكامل للشعب الفلسطيني وقيادته، وعلى تمسك مصر بإنجاز المصالحة الفلسطينية في أقرب وقت. كما أكد أن مصر تقوم بجهد كبير من أجل تثبيت التهدئة والعمل على إفساح المجال للعودة إلى العملية السلمية، بالتعاون مع القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة، ووجه دعوة إلى كافة القوى الإقليمية والدولية لدعم جهود مصر لإعادة الإعمار في قطاع غزة.
كذلك يتوقع أن تجري في القاهرة، مع وفد حماس الذي وجهت له الدعوة للزيارة، لمناقشة ملفات المصالحة، جولة مفاوضات غير مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين، بعد أن كشف خلال زيارة اللواء كامل لتل أبيب، عن وجود ترتيبات لزيارة وفد أمني إسرائيلي للقاهرة قريبا لهذا الغرض، من خلال مفاوضات التنقل بين الغرف، على غرار جولات سابقة أجريت بوساطة مصرية حول ملفات التهدئة وصفقة التبادل السابقة.
وفي هذا السياق، كشفت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، أن وفداً إسرائيلياً سيزور العاصمة المصرية القاهرة، الأسبوع المقبل، لبحث قضية الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وأوضحت أن الوفد سيجتمع في القاهرة مع المسؤولين المصريين من أجل التباحث في قضية صفقة التبادل. وذكرت القناة أن الصفقة إذا تمت فإنها من المحتمل أن تضم قائمة من الأسرى أصحاب المحكوميات العالية، والتي تصفهم إسرائيل “بالملطخة أيديهم بالدماء”.
ونوهت “كان” إلى أن إسرائيل عرضت قبل العملية العسكرية على قطاع غزة المسماة بـ«حارس الأسوار”، قائمة بأسماء العشرات من الأسرى الذين من المفترض أن تطلق سراحهم، وقالت إنه  من غير الواضح إن كانت القائمة تشمل أصحاب المحكوميات العالية، وزعمت أن حركة حماس لم ترد على هذا العرض.
من جانبه، كان وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، قال إن إسرائيل ستطالب عند إعادة إعمار قطاع غزة أن يرافق هذا الأمر هدوء طويل الأمد، وإعادة الجنود الأسرى.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى