اخر الاخبارالحدث

اليوم الدولي للتعليم : تأكيد على ضرورة حماية التعليم باعتباره حقا أساسيا ومنفعة عالمية

يحيي العالم أمس ، اليوم الدولي للتعليم، في ظروف جد استثنائية فرضها التفشي غير المسبوق لفيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، الذي تسبب في أكبر اضطراب في حياة الطلاب والمعلمين والمجتمع التعليمي بأكمله.
وتحتفل الأمم المتحدة هذا العام، ومعها العالم أجمع، بالدورة الثالثة لليوم الدولي للتعليم تحت شعار: “إنعاش التعليم وتنشيطه لدى الجيل الذي يعاني من جائحة كوفيد-19”، في أعقاب الجائحة التي تسببت في اضطراب العملية التعليمية في كل أرجاء العالم على نطاق وبشدة غير مسبوقين، حيث أثر إغلاق المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى، وتوقف عديد برامج محو الأمية والتعلم مدى الحياة، على 1.6 مليار طالب في أكثر من 190 دولة.
وقد تم اعتماد تاريخ ال24 يناير، يوما دوليا للتعليم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر قرارها 73/25 (2018) تأكيدا على دوره الأساسي في بناء مجتمعات مستدامة وقوية، ومساهمته في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة للقضاء على الفقر وتحقيق المساواة وتحسين حياة الناس.
وفي رسالته بالمناسبة، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، “بقدرة – المعلمين والطلاب والأسر – على الصمود في وجه جائحة أجبرت، في ذروتها، كل المدارس والمعاهد والجامعات تقريبا على إغلاق أبوابها”.
وأكد غوتيريس على أنه بالرغم من أن “هذا التعطيل قد دفع نحو ابتكارات تعليمية، إلا أنه بدد أيضا الآمال في مستقبل أكثر إشراقا لدى الفئات السكانية الضعيفة”، مشيرا إلى أن “الجميع يدفع الثمن”، كون أن “التعليم هو، في نهاية الأمر، الأساس لتوسيع الفرص، وتحويل الاقتصادات ومكافحة التعصب، وحماية كوكبنا وتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.
وإذ يستمر العالم في مكافحة هذه الجائحة، يضيف الأمين العام الأممي، “يجب حماية التعليم، باعتباره حقا أساسيا ومنفعة عامة عالمية، لتجنب وقوع كارثة تمس جيلا كاملا”.
وأشار في ذات الصدد، إلى أنه “وحتى قبل الجائحة، كان نحو 258 مليون طفل ومراهق، معظمهم فتيات، خارج المدارس، كما لم يكن أكثر من نصف من هم في سن العاشرة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يتعلمون قراءة نص بسيط”. وأضاف قائلا “في عام 2021 يجب أن نغتنم جميع الفرص لقلب هذا الوضع، ويجب أن نضمن التجديد الكامل لموارد صندوق الشراكة العالمية من أجل التعليم، وأن نعزز التعاون العالمي في مجال التعليم”.
ودعا  بالمناسبة، إلى “الالتزام بتعزيز التعليم للجميع اليوم وكل يوم، مع ضرورة تكثيف الجهود لإعادة تصور التعليم – تدريب المعلمين، وسد الفجوة الرقمية، وإعادة التفكير في المناهج الدراسية لتزويد المتعلمين بالمهارات والمعارف التي تؤهلهم للنجاح فيعالمنا المتغير بسرعة”، مشددا على أن “الوقت قد حان لتكثيف التعاون والتضامن الدوليين لوضع التعليم والتعلم مدى الحياة في قلب الجهود المبذولة للتعافي من الجائحة وللتحول نحو مجتمعات أكثر شمولا وأمانا واستدامة”.

نصف الطلاب منقطعون عن التعليم مع تسارع وتيرة الوباء

ومن جهتها، كشفت مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونيسكو)، أودري أزولاي، في رسالة بالمناسبة، أنه، وفي ذروة الوباء، تم إغلاق المؤسسات بنسبة 91 بالمائة ، ومع تسارع الوباء، لا يزال نصف المتعلمين في العالم منقطعين عن التعليم. وقالت في هذا الصدد: “كان بإمكان الجميع بعد ذلك، تقييم أن التعليم يشكل منفعة عامة عالمية، كانت تلك المدرسة أكثر من مجرد مكان للتعلم: مكان للرفاهية والحماية والتغذية والتحرر”.
وأوضحت أنه وفي ظل مطالبة الكثير من الأشخاص ب«تنظيم التعليم دون مدرسة” من خلال الإنترنت والراديو والتلفزيون والبريد الورقي، فقد تم استبعاد عدد كبير جدًا من الطلاب – 470 مليون – بسبب الافتقار إلى الاتصال، مما أدى إلى زيادة عدم المساواة.
وأكدت المسؤولة الأممية، أن “الوضع لا يزال مهددا، حيث أن 24 مليون طالب، بما في ذلك ملايين الفتيات اللواتي توفر لهن المدرسة ملاذا آمنا، قد لا يجدون طريقهم أبدا إلى المدرسة”.
لذلك، تضيف أزولاي، “يجب أن تشكل إعادة فتح المدارس وإبقائها مفتوحة أولوية. مع ضرورة أن يرافق ذلك ضمان الحفاظ بشكل كامل على صحة المعلمين والطلاب وعائلاتهم”.
وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان صراحة على الحق في التعليم، حيث تدعو مادته 26  إلى التعليم الابتدائي المجاني والإلزامي.
وعند تبنيه خطة التنمية المستدامة لعام 2030 في سبتمبر 2015 ، أقر المجتمع الدولي، بأن التعليم ضروري لنجاح جميع أهداف الخطة (17)، والتي يسعى هدفها الرابع (4) على وجه الخصوص، إلى “’ضمان توفير تعليم جيد وشامل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع” بحلول عام 2030.
ووفقا لآخر إحصائيات للأمم المتحدة، فقد بلغت نسبة الالتحاق بالتعليم الابتدائي في البلدان النامية 91 بالمائة، غير أن 57 مليون طفل في سن التعليم الابتدائي لم يلتحقوا بالمدارس بعد.
ويعيش أكثر من نصف الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدارس في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بينما يعيش النصف الآخر من الأطفال (ممن هم في سن الدراسة الابتدائية) في المناطق المتضررة من النزاعات، فيما يفتر 617 مليون شاب حول العالم إلى مهارات الحساب والقراءة والكتابة الأساسية.
وتؤكد الأمم المتحدة على أنه بدون إتاحة فرص تعليمة شاملة ومتساوية في التعليم الجيد للجميع، ستتعثر البلدان في سعيها الخروج من دائرة الفقر التي تؤثر سلبا على حياة ملايين الأطفال والشباب والبالغين. 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى