الجزائر يمكن أن تشكل “مركزا حقيقيا” لتكنولوجيات تصميم المنتجات

أكد مختصون أمس أن الجزائر يمكن أن تشكل “مركزا حقيقيا” لتكنولوجيات التصميم الصناعي ومركزا للتطوير التقني, داعين الشركات إلى ادماج مهنة المصممين في عملية الإنتاج.
ولدى تدخلهم خلال ندوة عبر الإنترنت حول موضوع “تصميم المنتج: سلسلة مفقودة في التنمية الصناعية في الجزائر”, سلط خبراء ورؤساء منظمات مهنية الضوء على مساهمة مقاربة التصميم في تطوير الصناعة الجزائرية التي تعتبر مقاربة “أساسية” لمستقبل الصناعة وتكيف الشركة مع تطلعات المستهلك.
وفي هذا السياق, اعتبر رئيس مركز التجارة العالمي-الجزائر (وورلد ترايد سانتر-ألجيرز), أحمد طيباوي أن الجزائر يمكن أن تصبح مركزا لتكنولوجيات التصميم ومركزا للتطور التكنولوجي لا سيما من خلال مشاريع التواجد المشترك لشركات أوروبية.
وأضاف: “في إطار عملية تنويع اقتصادنا يجب أن يبدأ تطوير مهنة المصمم أيضا بأشكال مختلفة” مشيرا إلى دعم التكوين في إطار مشاريع الشراكة مع المدارس الأوروبية الكبرى لتهيئة البيئة لتطوير التصميم الصناعي.
كما اقترح السيد طيباوي فتح شركات تصميم دولية في الجزائر, موضحا أن تكاليف هذه الخدمات أقل وذلك لإعداد الصناعة الوطنية للتطور بشكل أفضل والتكيف بشكل أفضل مع طلب المستهلك.
وقال أنه “بفضل اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة مع الدول الإفريقية والعربية يمكن أن تصبح الجزائر فاعلا صناعيا مهما في المنطقة وتستفيد من قربها من القارة الأوروبية والعالم العربي”.
وبعدما أبرز أهمية التصميم الصناعي في مجتمع استهلاكي وضرورة تكييف المنتجات مع طلب المستهلك الذي أصبح “أكثر وأكثر متطلبا”, أكد السيد طيباوي أن “الشركات التي لا تتكيف مع هذا الطلب يمكن أن تزول”.
وفي السياق ذاته, تطرق رئيس المجلس الوطني للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عادل بن ساسي إلى وجود إمكانات وقدرات خاصة لدى الشباب الجزائري الذين يمكنهم تحسين مستواهم في مهن التصميم والتخصص فيها للمساهمة في تنمية الصناعة الوطنية.
وقال السيد بن ساسي:«لدينا إمكانيات التصميم ولكنها مدمجة غالبا في المجموعات الصناعية الكبرى لاسيما صناعة تكنولوجيات الهيدروليك والغاز, وكذا الصناعات الالكترونية والكهرومنزلية”.
وبعد ان دعا إلى تخصص وتحسين مهن التصميم الصناعي, ثمن رئيس المجلس الوطني الاستشاري لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة, التزام رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, لصالح المؤسسات الناشئة والمشاريع المبتكرة وكذا دعوته إلى تحرير المبادرات ومنح تسهيلات لتصدير الخدمات.
وصرح السيد بن ساسي:«يجب خلق اتساق وبيئة ملائمة لهذا الغرض. نحن, في المجلس الوطني الاستشاري لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة, مستعدون لمرافقة الشباب الذين يبحثون عن شركاء يريدون الإقامة في الجزائر في إطار شراكة مربحة لكلا الطرفين”.
من جهته, أكد مدير استراتيجية المؤسسات بمدرسة التصميم لنانت أطلسي, جون لوك براسارد, أن التكوين يبقى “ضروريا” لدعم الجهود المبذولة حاليا قصد انعاش القطاع الصناعي.
وقال:«خلال 25 سنة كرست لمرافقة المؤسسات قصد نشر هذه الثقافة على أكمل وجه, سجلنا أن المؤسسات التي تنجح وتخلق قيمة هي التي دخلت في مهنة تصميم المنتوج”, مبرزا ضرورة ضمان الحماية الفكرية للمصممين ضد التقليد بموجب نصوص قانونية ملزمة.
وبمناسبة هذه الندوة الافتراضية, قدم ممثلو وكالتين متخصصتين عروضا حول إنشاء وتنظيم نشاط تصميم المنتوج داخل المؤسسات, مشددين على إدماج مقاربة التصميم في إطار مشروع جامع حيث تشارك فيه كافة مكونات المؤسسة (المصالح التقنية والتجارية والتسويق) قصد إنجاح تصميم المنتوجات.
كما أشاروا إلى أهمية تعميق الدراسات والبحوث قبل إطلاق مسار انتاج السلسلة بطريقة صناعية.