القضاء الإسباني يحقق في أخبار حول تشكيل جماعات للاعتداء على مهاجرين مغاربة في جزر الكناري

تخضع إسبانيا لضغوط من دول الاتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا لكي لا تقوم بنقل المهاجرين السريين من جزر الكناري قبالة جنوب المغرب إلى مراكز في الأراضي الإسبانية في القارة الأوروبية. وبالتزامن مع هذا، يحقق القضاء في الدعوة إلى تشكيل مليشيات للهجوم على مهاجرين وأغلبهم مغاربة في جزر الكناري.
الفيتو الفرنسي
وتحولت جزر الكناري الواقعة قبالة الشواطئ الجنوبية للمغرب إلى قبلة رئيسية للهجرة السرية باستقبال عشرات الآلاف خلال سنة 2020، قادمين من مختلف مدن المغرب وكذلك من دول إفريقيا الغربية. وتصل القوارب يوميا إلى هذه الجزر محملة بالمهاجرين.وتضغط حكومة الحكم الذاتي في جزر الكناري على الحكومة المركزية في مدريد بضرورة نقل المهاجرين إلى مراكز الإيواء في باقي الأراضي الإسبانية. ونقلت مدريد أعدادا قليلة، وهي تتعرض، وفق مصادر سياسية إسبانية تحدثت لـ«القدس العربي” إلى ضغط كبير من عدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا.
وترى باريس أن المهاجرين الذين يصلون جزر الكناري ينتهي بهم المطاف في المدن الفرنسية ولا يبقون في إسبانيا. وتعطي أمثلة في هذا الشان بأن أغلبية الجزائريين الذين وصلوا إلى شرق الأندلس انتقلوا إلى مدن فرنسية بحكم إقامة أفراد من عائلاتهم. ونظرا للعلاقات بين فرنسا وإفريقيا الغربية بل وحتى المغرب، تنتقل نسبة هامة من المهاجرين من إسبانيا إلى فرنسا أو بلجيكا.
وترى باريس وعواصم أخرى مثل بروكسل، ضرورة إبقاء المهاجرين في جزر الكناري ثم ترحيلهم إلى دولهم، وبهذا سيتم إرسال إشارة الى باقي المهاجرين مستقبلا أن مصيرهم هو الاحتجاز في هذه الجزر والترحيل لاحقا الى أوطانهم.
ويشارك حزب فوكس الإسباني المتطرف هذا الخطاب، ويطالب بالضغط على المغرب وموريتانيا لوقف الهجرة وترحيل المهاجرين. ويبني هذا الحزب جزءا من خطابه على ما يعتبره “الغزو الإسلامي للهجرة المغربية”.
مليشيات ضد المهاجرين المغاربة
وعلاقةً بالمهاجرين في جزر الكناري، أعلنت النيابة العامة فتح تحقيق بشأن أخبار تفيد بدعوة بعض الإسبان في هذه الجزر وخاصة لاس بالماس إلى تشكيل مليشيات وجماعات للهجوم على المهاجرين وأغلبهم مغاربة من أجل بث الخوف في صفوفهم.
وأمام جائحة فيروس كورونا وغياب السياحة، حولت الحكومة بعض فنادق جزر الكناري إلى مراكز لإيواء المهاجرين السريين بعدما لم تعد مراكز الإيواء قادرة على استيعابهم. ولم يسبق لهذه الجزر استقبال نسبة كبيرة من المهاجرين في الماضي كما يحدث في الوقت الراهن.
ويرفض نسبة من السكان تواجد المهاجرين في هذه الفنادق ويتهمونهم بارتكاب جرائم واعتداءات جنسية. وتعيش هذه الجزر انتعاشة للمتطرفين القوميين الرافضين للهجرة. وتطور الأمر إلى قيام بعض الأشخاص في منتديات مغلقة في شبكات التواصل إلى الدعوة من أجل الانتظام لتنفيذ هجمات واعتداءات ضد المهاجرين.
ونقلت جريدة “الباييس” في عدد الاثنين، وقوع اعتداءات ضد المهاجرين، وذكرت شهادة شاب إسباني عن تعرض أصدقائه المغاربة من المهاجرين إلى الضرب بالعصي ليلا في حديقة عامة من طرف ملثمين إسبان. وكان المعتدون يرددون كلمات نابية في حق المهاجرين. ويستغل بعض المتطرفين تورط بعض المهاجرين في جرائم السرقة والاعتداء لشن هجمات وتجريم كل المهاجرين.
وتؤكد النيابة العامة في جزر الكناري استعدادها لمواجهة هذه التصرفات العنصرية وملاحقة مرتكبيها، مشيرة إلى ضرورة تفعيل القانون ضد كل اعتداء عنصري وضد كل جريمة ارتكبها مهاجر ما.