محلي

ولاية جانت الجديدة… مؤهلات متعددة لآفاق تنموية واعدة

تزخر جانت التي ارتقت من مقاطعة إدارية إلى مصاف ولاية بصلاحيات كاملة بقرار من رئيس الجمهورية، طبقا للقانون المتعلق بالتنظيم الإقليمي للبلاد الذي يشمل 10 مقاطعات إدارية بالجنوب، بمؤهلات هامة ومتعددة، تضمن لها آفاقا تنموية “واعدة”.
وتتربع جانت أو “عروس الطاسيلي” التي تقع بأقصى جنوب شرق البلاد على مساحة قوامها 84.168 كلم مربع، وبتعداد سكاني يبلغ 26.598 نسمة موزعين على بلديتي جانت وبرج الحواس.
وتتميز اضافة الى جانب موقعها الإستراتيجي المتاخم للحدود مع ليبيا والنيجر بتوفرها على قدرات سياحية وثروات منجمية هامة تؤهلها أن تكون قطبا اقتصاديا هاما.
تشكل منطقة جانت التي تبعد عن الجزائر العاصمة بـ 2.300 كلم، وجهة سياحية بامتياز، إذ تشهد سنويا تدفق أفواج كبيرة من السياح (وطنيين وأجانب) بالنظر إلى المؤهلات السياحية والتراث الحضاري الذي تزخر به المنطقة ذات التراث المعماري والعمراني التي تجسدها قصور “الميهان” و«زلواز” و “أجاهيل” والمصنفة تراثا وطنيا ضمن القطاعات المحفوظة.
كما تمتد عبر إقليمها الشاسع الحظيرة الوطنية الثقافية الطاسيلي ناجر التي تعد أكبر متحف في الهواء الطلق لما تحتويه من تشكيلات جيولوجية وكهوف صخرية وبركانية ونقوش ورسومات تعود إلى ما قبل التاريخ والتي صنفت تراثا عالميا سنة 1982.
وتشتهر أيضا بواحة “إهرير” الساحرة ذات الأهمية العالمية بعد إدراجها ضمن قائمة “رامسار” الدولية سنة  2001 ، حيث تعد هذه المنطقة الرطبة واحدة من أبرز عوامل الجذب السياحي وفضاء إيكولوجيا خصبا يضم مسطحات مائية ونباتات من أصناف متعددة جعل منها موطنا لأصناف متنوعة من والطيور المهاجرة.
وتهتم ساكنة المنطقة بالإستثمار في هذه المقومات لما تضمنه لهم من مداخيل، سيما و أن النشاط السياحي والصناعات التقليدية يمثل مصدر رزق عديد العائلات وحرفة يمتهنها غالبية الساكنة، حيث تحصي جانت مالا يقل عن 41 وكالة سياحية وأربعة هياكل فندقية.
كما تتوفر جانت على موارد منجمية هائلة، وقد عمدت السلطات العمومية وبهدف تثمينها واستغلالها بما يضمن استحداث الثروة وتطوير الإقتصاد الوطني، إلى وضع آليات ناجعة من أجل استغلال أمثل لهذه الثروة المنجمية ومنح الفرصة لشباب المنطقة للإستثمار في هذا النشاط بشكل حرفي وفي إطار منظم وقانوني.
وسمحت تلك الآليات باستحداث أكثر من 100 مؤسسة مصغرة في الآونة الأخيرة تنشط في الميدان المنجمي والتي يسيرها شباب من المنطقة.

برنامج تنموي هام للتكفل بـ 10 مناطق ظل بجانت

أحصيت 10 مناطق ظل بجانت منتشرة بين بلديتي جانت وبرج الحواس (تادنت وتيني وإن أبربر وتين ألكوم ، وإيفري    — إمكانيات سياحية كبيرة تشتهر بها جانت — إمكانيات سياحية كبيرة تشتهر بها جانتوأهديجرن و تورست وتاست وإهرير وتبكات).
و خصص لهذه المناطق 27 عملية تنموية في شتى القطاعات وبغلاف مالي يفوق واحد مليار دج، جسدت منها 20 عملية تنموية لحد الآن وشملت مشاريع التهيئة الحضرية لمجمعات سكنية ريفية والربط بمختلف الشبكات (مياه الشرب والكهرباء) إلى جانب مشاريع تجديد الإنارة العمومية وتأهيل آبار وتجهيزها بالطاقة الشمسية و إنجاز ملاعب جوارية وإعادة الإعتبار لشبكات التطهير والصرف الصحي.وفيما يخص المشاريع القاعدية فقد استفادت جانت من مشروع إنجاز مستشفى ب120 سرير والمرتقب إطلاق ورشاته خلال الأيام القليلة القادمة.
وينتظر أن تساهم هذه المنشأة الصحية التي خصص لها وعاء عقاريا بمساحة 57.000 متر مربع في ترقية الخدمات الصحية بالمنطقة وتخفيف الضغط عن المؤسسة العمومية الإستشفائية 60 سرير بحي بإيفري.
كما سيعزز هذا المشروع خريطة الهياكل الصحية بالولاية الجديدة جانت والتي تتكون من مؤسسة عمومية ومؤسستين جواريتين تضم 11 قاعة علاج ومركز لمراقبة الأوبئة.
ويرتقب كذلك استلام ثلاث منشآت فنية (جسور) خلال شهر أبريل المقبل بعد ما فاقت نسبة الأشغال بها 97 بالمائة، وهي مشاريع أطلقت في 2019 ضمن مخطط حماية مدينة جانت من أخطار الفيضانات.

ترحيب وارتياح بقرار ترقية الولاية بصلاحيات كاملة

حظي قرار ترقية جانت إلى ولاية بصلاحيات كاملة بارتياح “كبير” في أوساط مختلف شرائح المجتمع المحلي ، الذين ثمنوا هذا القرار ، واعتبروه خطوة “هامة” تعود بالنفع على هذه المنطقة الحدودية .
وفي هذا السياق يرى مدير السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي الأمين حمادي أن ترقية جانت إلى مصاف ولاية بصلاحيات كاملة من شأنه إعطاء دفع نوعي للتنمية المحلية ، وكذا تعزيز جهود الدولة من أجل النهوض بقطاع السياحة بالمنطقة.
ومن جهتها وصفت مسؤولة منظمة إتحاد النساء الجزائريات بجانت جميلة أبا القرار بمثابة “نقطة تحول كبرى نحو مستقبل واعد لساكنة وشباب المنطقة”، داعية بالمناسبة إلى تكثيف الجهود من أجل أن تكون هذه الولاية الجديدة في مستوى تطلعات الساكنة.
وبدوره ثمن عمر أيوب، فاعل بالحركة الجمعوية المحلية هذه الترقية التي حظيت بها جانت والتي تعكس –حسبه– مدى الإهتمام الذي توليه السلطات العليا للبلاد لمناطق الجنوب من أجل بعث وتسريع وتيرة التنمية فيها وترقية الإطار المعيشي لساكنتها.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى